Headlines
Published On:الأحد، 26 فبراير 2012
Posted by الاردن اليوم

قلق الأهل يربك الطلبة الجدد بالجامعات


 وكالة جرش الاخبارية - تحول حُلم فرح عودة، التي كانت تتمنى بعد الثانوية العامة أن تدخل الجامعة إلى (كابوس)، بعد أن أحيطت بضغوطات نفسية من الأهل وهم يرقبونها ويُحذرونها من السير مع زملائها في الجامعة.
تقول فرح "لم أعد أشعر بقيمة الجامعة ولا نكهتها، فأنا أرى خمسة أفواه من أهلي، يفتحون باب (الأعاصير) في وجهي، رغم علمي مسبقا بالعديد من التحذيرات، كوني سأدخل مرحلة جديدة في حياتي، غير أنني لم أتوقع أن يتحول الأمر إلى ضغوطات ومراقبة اشعر بها في كل مكان".

يكرر والداها وأخوانها، نفس التنبيهات، بأن لا تخرج مع أحد، وأن تكون بالمنزل مباشرة بعد انتهاء المحاضرة، وفق فرح التي تقول، "ممنوع أن أشرب شيئا لا أعرف ما هو، أو أن أتحدث مع أي شخص لا أعرفه، وعليّ أن أبتعد عن زميلاتي الجدد".
وفي محاولة لتخفيف الأمر على الطالبة فرح، تقر صديقتها لارا كمال، بأن أكثر الطلبة يتعرضون لمثل هذه التحذيرات، والتي هي برأي الأهالي خوف زائد على أولادهم، لكن الطلاب جميعهم يعتقدون أن هذا الأمر يتعدى التحذير إلى الضغط المبالغ به الذي يجعل الأمر أحيانا ينقلب بعكس ما يتوقعون.
ولا يعتبر الشاب عيسى الحمد (19 عاما)، أن الأمر يقتصر على الفتيات، فالشباب يتعرضون لمثل هذه التحذيرات بل أشد منها أحيانا، "فهم من خوفهم علينا يتحدثون ويحذرون بكثرة، ومن الممكن أن يراقبونا بطريقة خاطئة، لكن أنا لا أقوم بلومهم لكثرة ما يسمعون ويرون من تخبطات في عالم الشباب".
لذلك فإن الأربيعينة أم سمير، تعتقد أن للأهالي وجهة نظر على الأبناء أن يسمعوها، "إذ إن خوفها الشديد وحرصها على ابنتها الوحيدة، والتي نجحت في الثانوية العامة، وستدرس الهندسة، يأتي في اطار حمايتها ممن حولها، كما أن فكرة الاختلاط بين الشباب والفتيات في الجامعة والتمتع بالحرية بعيدا عن نظر الأهل، يستدعي القيام بإعطاء التحذيرات اللازمة"، بحسب رأيها.
وتقول أم سمير رغم أن الأهل يجلسون في البيت، إلا أنهم يسمعون الكثير من التغيرات التي تحدث للأبناء والفتيات في حال دخولهم إلى الجامعة التي تجمع الكثيرين من كل ملة ولون وبيئة وخلق، ومن خلال الاختلاط  يصبح كل ما هو مرفوض مرغوبا، لذلك لا بد من التحذير الشديد والتخويف من أمور كثيرة يمكن أن تحدث في عالم الجامعة.
وتدعو الأهالي إلى اتباع هذه التحذيرات بالفعل، والتشديد على الأولاد، وعدم الوثوق بأحد في الجامعة، خصوصا في وقت مبكر، "فهم لا يعرفون شيئا والمدرسة بكل ما فيها لا تشبه الجامعة أبدا".
ويجد الطالب الجامعي علي حسن، أن تحذيرات الأهل بداعي القلق والحرص، لكن الامور تتجاوز إلى التدخل في اختياراته لاصدقائه، وإلزامه بموعد محدد للعودة إلى المنزل، وبالرغم من معرفته بأن ما يقوم به والده، ينبع من حبه وحرصه عليه، إلا أنه يعاني من معاملته له، وكأنه ما يزال طفلا صغيرا، بحاجة لتوجيه ومتابعة، وغير قادر على ما سيواجهه في الجامعة.
ويتعرض حسن إلى مواقف محرجة أمام زملائه واصدقائه، بسبب تكرار اتصال والده ووالدته به، للاطمئنان عليه أو لمعرفة مكان وجوده، ليقوم الأصدقاء بالتعليق عليه، بأنه الطفل الصغير الذي ما يزال أهله يخافون عليه من كل شيء.
ويدعو اختصاصي علم الاجتماع ومدير مركز الثريا للدراسات د. محمد جريبيع لضرورة تنظيم العلاقة بين الطرفين، إذ يجب على الآباء أن يمنحوا الأبناء مساحة خاصة من الحرية الشخصية، وعدم التدخل في الكثير من قراراتهم، ولا ضير من التحذير والمراقبة، لكن من دون أن ينقلب الموضوع إلى تقييد خانق.
 وينصح الأبناء ان يتقبلوا خوف وحرص آبائهم عليهم في الكثير من الجوانب، وأن لا يعتبروا ذلك الغاء لشخصيتهم، يحدّ من قدراتهم، بخاصة وأن معظم الأهل يجدون أن من واجبهم توجيه ابنائهم من باب خبرتهم وتجاربهم في الحياة والتي من الضروري ان يمنحوها لابنائهم.
ويؤكد أهمية العلاقة بين الآباء والأبناء، لتكون في اطار الصداقة، خاصة عندما يصل الأبناء إلى مراحل عمرية تتجاوز الطفولة، بحيث يخلق هذا الرابط بينهم الثقة والتوازن الاجتماعي.
"كل شيء يزيد على حده ينقلب إلى ضده" هكذا يقول اختصاصي علم النفس د. محمد الحباشنة، الذي ينبه من زيادة ضغط الآباء على الأبناء حال دخولهم الجامعات، لأن الطلبة الجدد يحبون أن يختبروا الحياة الجديدة.
ويحذر الحباشنة من كثرة الضغوط التي تجعل الأبناء يصطدمون بالواقع، فتكون بداية الاحباطات في حياتهم، لكن هذا لا يعني أن على الأهل أن يبتعدوا عن المراقبة والتحذير لكن أن يكون بحدود.

About the Author

Posted by الاردن اليوم on 12:38 ص. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Feel free to leave a response

By الاردن اليوم on 12:38 ص. Filed under . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

sidebarads

banner

    Blog Archive