Headlines
Published On:الأربعاء، 11 يناير 2012
Posted by الاردن اليوم

لتوجيهي": ضغط نفسي يولّد حالات مرضية بعضها وهمية





وكالة جرش الاخبارية رفاد عياصره - ما إن يبدأ العد التنازلي لقرب امتحانات التوجيهي، حتى يسيطر الخوف والقلق على الطالبة ياسمين، التي تشير إلى أن قلقها سرعان ما يتحول إلى مرض بالفعل، وتضطر إلى تناول أدوية الرشح والإنفلونزا.
ياسمين التي تواجه خوفها مع أهلها في محاولة عبور
فترة الامتحانات بدون أي مرض جسدي، تؤكد أنها ومنذ سنوات، تعاني من حالات الرشح والإنفلونزا والسعال عند قرب الامتحانات، الأمر الذي جعل أهلها يعتادون الأمر. 
ورهبة امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي" تتحول إلى قلق يرتاب الأهالي والطلبة أنفسهم، إلا أن ما ينغص على بعض الأهالي، هو القلق الذي يتحول مع الوقت إلى مرض جسدي؛ من إنفلونزا وتلبكات معدية على الدوام تصيب أبناءهم، فيصبحون في حيرة من أمرهم.
السنة الحالية ومرحلة التوجيهي حاسمة، ولا مجال للتلكؤ، تقول ياسمين، التي أجبرتها حالة المرض التي تمر بها على أخذ المسكنات الملائمة، لتستمر بالدراسة وإكمال امتحانات الثانوية العامة.
في حين تعاني ربة المنزل أم عمر من مشكلة ابنها عمر، الذي لا يكاد يقترب موعد الامتحانات حتى يصاب بالدوار والمغص المعوي المستمر والإسهال، ما دفعها لأخذه إلى الطبيب أكثر من مرة.
الأربعينية أم عمر تعترف بأن الأمر بات يشكل لها أرقا وخوفا على مستقبل ابنها، خصوصا أن مرضه يتزامن على الدوام مع قرب الامتحانات، مبينة أن الأدوية لا تؤدي العلاج اللازم بشكل ممتاز.
ولا تجد أم عمر ما تقوله لابنها في تلك الحالة، سوى أن تدعو له بالشفاء، وأن يقدم امتحاناته بالشكل الممتاز، ليتسنى له النجاح، إلا أنها متخوفة جدا، لأن المرض البسيط يؤثر على الطالب، بحيث لا يستغل كافة قدراته في الدراسة.
عيسى عبد الحفيظ  ولي أمر طالب توجيهي يؤكد أن ابنه مؤيد يلازمه الخوف والقلق، الأمر الذي جعله يبقى على تواصل معه حتى لحظة دخوله قاعة الامتحانات، خوفا من أن يصاب بدوار أو غيره.
ويصاب مؤيد، وفق والده، بدوار ووجع رأس مستمر وغثيان في بعض الأوقات، من شدة تركيزه والخوف الذي يمر به، مبينا "وهي حالة طبيعية أكدها طبيب عام كشف على ابني قبل فترة من الامتحانات".
إلا أن ما يثير المخاوف لدى عبد الحفيظ، هو إخفاق ابنه بالامتحانات، نتيجة لشعوره أن المرض يؤثر بشكل سلبي على الفرد، خصوصا أن امتحان الثانوية العامة بحاجة إلى هدوء نفسي، مؤكدا أن الأمر بات يشكل إرباكا له ولزوجته، نتيجة قلقهما المتزايد على ابنهما، من أن يصاب بألم ومرض جسدي يؤثر على مستواه، خصوصا وأنه متفوق.
أخصائي الطب العام الدكتور مخلص مزاهرة، يؤكد أن كثيرا من الطلبة يصابون بالإسهال المتكرر والاستفراغ، إلى جانب صعوبة التنفس واحساس بالغثيان والاختناق، وزيادة الحموضة بالمعدة، وألم في العضلات والمفاصل والإنفلونزا والسعال وغيرها.
والسبب المباشر، كما يقول، يعود إلى التوتر النفسي والعصبي الذي يزيد من حركة الأمعاء الرفيعة والغليظة، فتنقص مناعة الجسم، ويصبح أكثر استقبالا للفيروسات والبكتيريا التي تسبب أمراضا مختلفة.
معلمة اللغة العربية بتول عساف تذهب إلى أن الكثير من الطالبات يمر بتلك الحالة، وسببها الاضطراب النفسي والجسدي والقلق والخوف من الامتحانات، التي تصيب الطلبة ببعض الاعتلالات الصحية.
وبعض الأهالي، من وجهة نظر عساف، يصاب بالحيرة والخوف على مستقبل أبنائهم، لأنهم يرغبون في التخلص من هذه المشاكل بدون أعراض جانبية وانعكاسات سلبية على صحة أبنائهم الجسدية والنفسية، مشيرة إلى أن بعضهم من ينتظر أبناءه بالقرب من المدرسة خوفا عليهم وعلى صحتهم التي تدهورت مع فترة الامتحانات.
الضغط النفسي يقلل المناعة ويسبب الأمراض في رأي أخصائي علم النفس الدكتور خليل أبو زناد الذي يؤكد أن كثيرا من الأهل لا يعلمون أن الضغط النفسي يؤثر على أبنائهم ويجعل قدرتهم على مقاومة الفيروسات والبكتيريا ضعيفة.
في السياق ذاته يلفت الأخصائي الأسري والتربوي الدكتور محمد أبو السعود إلى أن فترة امتحانات التوجيهي، يجب أن تكون منظمة بالوقت لضمان النجاح، ناصحا الأهالي بالسماح لأبنائهم بالحصول على قسط للراحة، والاهتمام بالغذاء الصحي المناسب لهم، لأن تلك الطرق في التعامل وعدم الضغط تعمل على عدم تعرض الابن إلى خلل صحي وجسدي خلال فترة الامتحانات.
ومن شأن الراحة والتنظيم ومساندة الأهل على الدوام طوال العام، وليس فترة الامتحانات فقط، وفق أبو السعود، أن تؤدي إلى قلق أقل، فلا تظهر على الابن التغييرات الفسيولوجية من؛ إسهال، واستفراغ وغيرها، التي يسبب حدوثها القلق والتوتر الزائد.
والأجدر بالأهل، في رأي عساف، أن يعملوا على توفير جو ملائم لأبنائهم وجعلهم يدرسون على فترات وعدم الضغط عليهم خلال فترة الدراسة التي يجب أن تكون منذ بداية العام، وليست مكتظة في نهاية الفصل كي لا يرهق الابن نفسيا وجسديا.
ويجب على الطلبة تجهيز أنفسهم قبل الامتحانات وخلال السنة، وليس الانتظار إلى ما قبل الامتحانات بفترة، ويتوجب على الأهل، وفق أبو زناد، عدم تكليف الأبناء بأكثر من قدراتهم لأن ذلك قد يؤدي إلى أمراض صحية ونفسية قد تستمر إلى فترة ما بعد مرحلة التوجيهي.
ولمواجهة مثل هذه الحالة، ينصح مزاهرة الطالب أن يقسم دراسته قبل فترة طويلة من الامتحانات، وعدم جعلها تتراكم حتى نهاية الفصل وقبل الامتحان، بالإضافة إلى أهمية الابتعاد عن الأطعمة السريعة، والإقدام على الطعام الصحي.
وعلى الأهل، وفق مزاهرة، أن يعملوا على توفير كأس من العصير الطبيعي لأبنائهم قبل ذهابهم للامتحان أو خلال فترة الدراسة، وأخذ مطعوم في الأشهر المحددة للإنفلونزا، وإعطائهم فيتامينات مقوية، وإبعادهم عن المرضى المحيطين.
كل هذه الإجراءات الاحترازية، بحسب مزاهرة، تعمل بدورها على تخفيض حدة التوتر النفسي الذي يضغط على عمل الأجهزة بالجسم ويؤدي إلى اعتلالات وأمراض صحية.

About the Author

Posted by الاردن اليوم on 10:47 ص. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Feel free to leave a response

By الاردن اليوم on 10:47 ص. Filed under . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

sidebarads

banner

    Blog Archive