وكالة جرش الاخبارية - وكأنها قادمة من بحار النغم. جاءت شيرين عبد الوهاب وتدفقت مثل شلال من المشاعر في مدرجات « المسرح الجنوبي».ومن حولها كان العشاق ينهلون من «خفّة دمها» وزادت دلالا بالأصفر الذي حوّلها الى سمكة كلما ظن الصيادون انهم أمسكوا بها ، أفلتت وداعبت الامواج.

هناك، في مهرجان جرش. كان اللقاء.. مطربة أقرب ما تكون «كوكتيل» من «نجاة» و»وردة» و»شادية». هي طفلة « شقيّة» حين ترنو للحب. وأُنثى حين تغضب. وعصفورة حين تحلّق بأجنحة الشوق. هي المرة الأُولى التي يسكن صوتها «ذرى» مهرجان جرش. لكن العشاق وقد جاءوا بالمئات لم يتوقفوا عن تأمل هذا الكائن صغير الحجم، المعجون بجنون الفن.

لم تبالِ شيرين وهي تتحسس بعض فراغ المدرجات. فقد حضر العاشقون وهم الذين جاءوا من أجلها ومن أجل صوتها فقط.

لم تكن ثمة مقدمات، كما يفعل باقي المطربون والمطربات. دخلت الى القلوب من أول « طلّة». وبدت « واثقة « من حب زرعتها عبر البوماتها واغنياتها.

الزملاء المصورون وحتى المعجبين، لم يتوقفوا لحظة عن مطاردتها. فزادها ذلك «دلعا». ومنحت كل واحد شيئا من رقتها. فغاروا حتى من «عدسات كاميراتهم».

كم أنت مذهلة ايتها الـ «شيرين». ماذا فعلت بهؤلاء. منهم من ترك الكاميرا وتمايل طربا. وفي المدرجات وفي الساحة، كان الشجار من اجل الاقتراب من « ثوبها الأصفر»، وبعده ، كان التصافي. فقد وحدهم صوتها.

أنا في الغرام

تجاوزت شيرين «صفاء الصوت» وهي مشكلة أزلية في المهرجان. وغنت شيرين في البداية « أنا في الغرام». ومنها:»أنا دايبة صبابة يَمَا في الغرام والعشق غلابة. دا اللي أنا بهواه آه ياعيني ناسيني وشاغلني هواه ومسهر عيني. ليالي سابني لوحدي ليالي. أبكي ياعيني على اللي جرالي. ليالي سابني لوحدي ليالي. أبكي ياعيني على اللي جرالي». بعدها قدمت شيرين اغنية «بطمنك». ومن روائع العندليب عبد الحليم حافظ ، قدمت شيرين اغنية «حلو وكذاب». وكان يمكن ان تختار أُغنية غيرها. لكنها ارادت وكما يفعل المطربون «تجريب» صوتها باغنيات معروفة ، ربما لجيل العندليب المتواجد بالمدرجات وبالمهرجان.

ثم تمايلت مثل نسمة هادئة وجلست في ركن من « المسرح»، وكأنها تنزوي بقصة حبها وهي تردد» على بالي» وتسرح بصوتها مناجية طيف حبيبها: «حبيتة بيني وبين نفسي/ وماقولتلوش علّي اللي ف نفسي/ ماعرفش اية بيحصللي لما بشوف عينيه/ مابقتش عارفة اقولة ايه. ماعرفش لية خبيت عليه/ بضعف اوي وانا جنبه وبسلم عليه/ كل حب الدنيا ديّا ف قلبى ليك» وتشرئب اعناق الصبايا نحو عاشقة تحمل صفاتهن. وبخاصة حين تقول شيرين» الكلام لو كان يعبر ع الحنان ، كنت قلت إني بحبك من زمان». من زمان.كما غنت شيرين «أنا متأكدة». وتتحدث الاغنية عن حبيب أعصابه ثلاّجة. باردة جدا.

الحب كله

ومن اغنيات كوكب الشرق قدمت أُم كلثوم اغنية « الحب كله حبيته فيك الحب كله. وزماني كله أنا عشت فيك زماني كله». فكسبت جيلا من «السّمّيعة» بمزاج الشباب الذين لم يعرفوا روعة ام كلثوم. وعادت شيرين لتحلّق بأغنياتها. فقدمت اغنية « كتير بنعشق». وتتحدث عن « عشق ننتظره وعشق آخر ينتظرنا».

ومنها: «كتير بنعشق ولا بنطول. كتير بنعشق ولا بنقول. كتير بنعشق ولا بنطول. في عشق بيستنانا وعشق بنستناه. وعشق بينسينا العشق اللي عشقناه» .

تلتها باغنية « انا بحبك انت والحب كله إنت». ومن بعد العشق، كان الماضي يتربص بنا ، وكانت اغنية « جرح تاني».

صدحت شيرين وهي تسرد حكاية العشق وتقول:»هو قلبي لسه طاب من الاولاني. اروح له تاني. هو قلبي نسي جرحه الاولاني. غلطت مره وقلت على الرخيص غالي. جرحت قلبي وجرح القلوب غالي». ولمصر غنت شيرين وهي تلوح بالعلم المصري «ما شربتش من نيلها جربت تغنيلها». وهي الاغنية التي تستثير مشاعر المصريين في الداخل والخارج. كذلك ن قدمت شيرين اغنية « ما بتفرحش غير لجرحي» ومنها « الحياة عندك مراحل اللي جاي زي اللي راحل». ومن اغنيات الفنانة وردة قدمت شيرين اغنية « اللي كان». كما غنت شيرين «ما تعتذرش» ومنها: «يكفيني منك بسمتك. سيب الكلآم. خليني امسح دمعتك. في البعد عنك...قسوه وألم .في البعد عني... حيره وندم. تعالَ جنب قلبي. سامح قسوتك. خلآص مسامح قسوتك طول الليالي».

بعدها غنت وبما يشبه التحدي اغنية « صبري قليل» وفيها تقول: صبري قليل «لا لا انا لا جيه اقولك: ارجع. اسمع. علشان انا صبري قليل. كل مره. تهرب قرب. على ايه. انت مسهرني الليل. خذت مني روحي، عمري، عقلي، وسايبني بقلب عليل. ياللي حبك انت مغلبني، معذبني موريني الويل. على قد ما بسهر ليلك. على قد ما بتسبني في نار.»..وكانت ليلة من ليالي العمر!!