Headlines
Published On:الثلاثاء، 20 مارس 2012
Posted by الاردن اليوم

فقراء وأغنياء يجتمعون في سوق البالة




 وكالة جرش الاخبارية - ما أن تدخل إلى سوق البالة في مدينة الزرقاء، حتى تشعر بفوضى الماركات العالمية التي تعج بها المحلات التجارية والبسطات، التي يتم استيرادها من أميركا وبعض الدول الأوروبية.
وتتزاحم الأقدام في شوارع ذلك السوق ويضيق المكان على المارة بعد أن يتحلق الزبائن حول العربات التي تحمل لهم البضاعة التي يريدون.

الخجل الذي يسكن البعض من التردد على سوق البالة ظنا منهم بأن هذه البضاعة هي ملاذ الفقراء، سرعان ما يغادرهم بمجرد أن تطأ أقدامهم هذا المكان، ويرى أناس من مختلف الطبقات يجلسون القرفصاء بجانب هذه البسطات التي تتنوع فيها الملابس.
الخمسينية أم ثائر التي كانت منشغلة في البحث عن ملابس لأطفالها الخمسة في سوق البالة بالبالة، أكدت أن الملابس المستعملة والمستوردة إلى جانب جودتها ومتانتها تمتاز برخص أسعارها التي تناسب أصحاب الدخل المحدود.
واعتادت أم ثائر شراء ملابسها وملابس أطفالها من هذا السوق، لأنها تجد ضالتها فيه، فعائلتها المكونة من ثمانية أفراد، لا تستطيع الذهاب إلى السوق التجاري في المدينة، بسبب غلاء الأسعار هناك.
وتجد في سوق البالة جميع ما تريد من ملابس وحقائب وأحذية، وبأسعار زهيدة، ومعظمها مستوردة، وتحمل ماركات عالمية، مؤكدة أنها تسد جميع حاجات عائلتها.
يستورد زيد الزبون (40 عاما)، صاحب محل في سوق البالة بالزرقاء ولديه بسطات يعرض عليها مختلف الألوان من الألبسة، بضاعته من تجار الجملة في عمان، مشيرا إلى أن ما يعرضه يجذب المارة للشراء بشكل أكبر.
ويقوم الزبون، بفرز البضاعة إلى أصناف، موضحا "هناك من يكون منها درجة أولى، بحيث لا تستطيع التمييز بينه وبين الجديد، وآخر درجة ثانية، وهناك التالف الذي لا يصلح للبيع".
والمواطن، من وجهة نظر الزبون، أصبح يستطيع التمييز البضاعة القوية والرديئة، ويفضل المستعمل على البضاعة الجديدة، مضيفا "البالات هي ماركات أوروبية وأميركية، وبالرغم من أنها مستعملة، إلا أنها قوية، مقارنة مع البضاعة الصينية التي أخذت تنتشر في الأسواق".
ومن خبرته في البيع، يؤكد الزبون أن ملابس الأطفال والنساء هي الأكثر مبيعا، ويقول "فهي تباع بشكل سريع، وهناك مواسم تباع بها البضاعة بشكل ممتاز، مثل أيام البرد الشديد، وبدء العام الدراسي الجديد والأعياد، وأغلب أصحاب الدخل المحدود وغيرهم من الزبائن يشترون الملابس من البالة التي تمتاز بجودتها ورخص أسعارها".
ودفعت جودة الملابس والأحذية ورخصها، عارف جمعة (25 عاما)، الذي كان يقف أمام بسطة في السوق ويتفقد الأحذية، إلى المداومة على الشراء من البسطات، إلى جانب أنها تتماشى مع الموضة السائدة.
ويذهب إلى أن السوق يعرض بضاعة جيدة، وذات ماركات عالمية مشهورة، تباع في وكالاتها بمبالغ كبيرة، بينما تباع في هذا السوق بأسعار مناسبة، توفر عليه مبالغ مالية.
ويؤكد الخمسيني أبو علي، الذي يبيع بالجملة والمفرق أن تجارة البالات رائجة في الزرقاء، ويرتاد أسواقها أناس كثيرون من الشباب وكبار السن، وغالبيتهم من ذوي الدخل المحدود، ومنهم من متوسطي الدخل، وهناك فئة من ذوي الدخل الميسور.
ويعرض في محله الملابس المتعددة بتصاميم وألوان مختلفة تناسب الأطفال والصبايا والشباب، كما يتواجد لديه أحذية أوروبية شتوية (المنتوفلي) والألعاب، والمناشف والأغطية.
ويرى أن الأسعار رخيصة، مؤكدا أن "التجار يفضلون البيع بربح بسيط، فأحيانا يصل سعر القطعة لدينار واحد فقط، ومع ذلك فإن بعض من النساء يفاصلن في السعر، فالأوضاع المادية صعبة على الجميع".
وتقبل سناء فتحي (22 عاما)، التي كانت برفقة والدتها في سوق البالة، على الشراء من هذا السوق، كأحد الحلول لذوي الدخل المحدود، خصوصا في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الناس.
وتؤكد أن جودة الملابس وجمالها هما من أهم الأسباب التي تدفعها للتسوق من هذا المكان، مبينة "الأسعار في الأسواق المحلية مرتفعة، ولا تتمتع بالجودة العالية، ولا تناسب جميع الأذواق، فهذه عوامل كفيلة للهروب إلى البالة".
وترى والدة سناء التي كانت بصحبتها في السوق، أن الأسعار خيالية في محلات الماركات العالمية، وأن الشراء منها مستحيل لأصحاب الرواتب المتوسطة والمتدنية، لذا فهي تفضل التوجه إلى سوق البالة، لأنه حل بسيط لمعظم الناس، إلى جانب أن منزلها ليس بالبعيد عن السوق، فهي دائمة التردد مع أبنائها عليه.
يقول شادي ناجي (50 عاما) الذي يملك محلا لبيع الملابس والأحذية المستوردة المستعملة في الزرقاء، "أكثر ما يقبل الشباب على شرائه من هذه البالات هي القمصان والبنطلونات الجينز ذات الماركات العالمية".
ويرى أن نوعية الزبائن الذين يتجولون في أسواق البالة، أكثرهم من الفقراء والأغنياء، لكن الفئة الأخيرة، تختار أفضل الملابس المستعملة ذات الأسعار المرتفعة، مشيرا إلى أن لديه زبائن خاصين، "حيث أقوم بحجز بعض الملابس والحقائب والأحذية إليهم كلما جاءتني شحنة بالة جديدة"، كما يقول.
الخبير الاقتصادي حسام عايش يؤكد أن سوق البالة ملجأ لكثير من فئات المجتمع، فهو يتميز بأسعاره المعقولة، ووجود نوعيات وماركات جيدة، تلقى إقبالا كبيرا من قبل المواطنين.
وتحولت البالة لصناعة كاملة، حسب قول عايش، فهي ليست جديدة، ووجدت في الأردن منذ السبعينيات، وراجت "الستوكات"، بشكل كبير، حتى إنه يعرف أن هناك مسؤولين وأصحاب دخول مرتفعة يرتادون البالة.
ويؤكد أن مختلف الشرائح من المواطنين يقبلون على "البالة"، بهدف التوفير في المصاريف، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
ومع تزايد الإقبال على سوق البالة، فقد بدأ يشهد في الوقت الحاضر ارتفاعا في الأسعار، فهناك شرائح ومستويات تشتري بأسعار أكثر من السوق العادي، كما أن الكثير ممن يعملون في البالة أصبحوا من الأثرياء، لأن الإقبال عليها قائم ومستمر.
ويطالب عايش، الجهات المعنية بالرقابة على البالات، للحفاظ على حقوق المواطنين، وتوفير مساحات واسعة للأسواق التي تتخصص بها.

About the Author

Posted by الاردن اليوم on 1:34 ص. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Feel free to leave a response

By الاردن اليوم on 1:34 ص. Filed under . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

sidebarads

banner

    Blog Archive