انطلقت صباح اليوم السبت (19 أيار / مايو) بمدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية انتخابات المجلس المحلي لأول مرة منذ أربعة عقود. ويتنافس 414 مرشحا على41 مقعدا في المجلس المحلي لمدينة بنغازي، التي انطلقت منها شرارة الثورة للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. ويدلى الناخبون بأصواتهم في 126 مركز تسجيل موزع على إحدى عشرة دائرة انتخابية. وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية قال سليمان زوبي رئيس اللجنة الانتخابية المحلية "إنها المرحلة الأولى من العملية الانتقالية من الثورة إلى بناء الدولة".
وأكدت مصادر باللجنة العليا لانتخابات المجلس المحلي أنها اتخذت كافة الاستعدادات لاستقبال نحو 217 ألف ناخب لتمكينهم من اختيار مرشحيهم في أجواء مريحة. ويشرف على الانتخابات مراقبون محليون وأجانب وسوف يتم إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي.

دعوات للمشاركة في المحلية ومقاطعة الوطنية
وتأتي هذه الانتخابات وسط تفاقم التوترات السياسية والصراعات القبلية في البلاد بسبب مطالبات زعماء قبائل وقادة الميليشيات شرق ليبيا بمزيد من الحكم الذاتي لهذه المنطقة الغنية بالنفط وبعودة النظام الاتحادي. ودعا قادة الحركة المطالبة بالحكم الذاتي الى مقاطعة الانتخابات، التي ستعقد في حزيران/ يونيو لتشكيل جمعية وطنية مهمتها صياغة الدستور، لكنهم دعوا إلى المشاركة في انتخابات المجلس المحلي. وقال ابو بكر بيرة المتحدث باسم المجلس الانتقالي في برقة "ندعم بكل قوتنا عملية الإنقاذ هذه في بنغازي عاصمة إقليم برقة الممتد من الحدود المصرية إلى سرت".
وتعود آخر انتخابات شهدتها البلاد إلى عام 1964 خلال حكم الملك إدريس الأول، الذي أطاح به القذافي في انقلاب عسكري عام 1969. وإبان حكم القذافي منعت الانتخابات التي كانت تعتبر "بدعة غربية".
يذكر أن ليبيا كانت مقسمة إلى ثلاثة أقاليم إدارية هي برقة وطرابلس وفزان وألغي هذا النظام الاتحادي في عام 1963 وحل محله نظام لا مركزي قائم على عشر محافظات، ألغاه القذافي بعيد توليه السلطة في عام 1969