Headlines
Published On:الجمعة، 6 يناير 2012
Posted by الاردن اليوم

رغم صعوبة العمل. . شرطية المرور حاضرة ميدانيا في الأردن


 

  وكالة جرش الاخبارية -أصبح مألوفا في العاصمة عمان وباقي المدن مشاهدة شرطية المرور وهي تنظم حركة السير، رغم أن البعض يعتبر هذه المهنة من خصوصيات الرجال، فيما يرى آخرون أن تغير عادات المجتمع ساهم في تقبل المرأة الشرطية.

 

اعتاد الأردنيون على رؤية شرطية المرور في الشوارع والميادين، بعد أن كانت هذه الوظيفة حكرا على الرجال، لأنها "تتطلب تحمل ساعات طويلة من الوقوف في كافة الظروف الجوية، كما تستوجب شخصية قوية تمتاز بالانضباط  والقدرة على اتخاذ القرار بسرع".
وتقول العريف اسلام فواز شرطية المرور في إدارة السير المركزية في العاصمة عمان لدويتشه فيله إنها بدأت عملها كشرطية مرور قبل سبع سنوات، وإن أهلها شجعوها على هذا العمل، لكن أقاربها كانت  لهم تحفظات، لأن ذلك يتطلب المكوث في الشارع لساعات طويلة وتؤكد أنها أقدمت على هذه الوظيفة،  لأنها تعشق العمل الميداني "البعيد عن روتين عمل المكتب، فتارة تقود دورية نسائية، وتارة أخرى تتولى المخالفات الثابتة والمخالفات المتحركة" . وتقوم أيضا بتنظيم حركة  المرور على التقاطعات الرئيسية وخاصة ميدان جمال عبد الناصر – دوار الداخلية –  أكثر التقاطعات كثافة في حركة المرور بالأردن.

إسلام فواز، شرطية مرور في العاصمة عمان
"شمس حارقة في الصيف وبرد قارس في الشتاء"
وتؤكد العريف اسلام فواز أنها فخورة بعملها، وتتعامل  بوعي حسي واحترام متبادل مع الجميع، وأنها شاركت في دورات تعليمية مكثفة حول طرق التعامل الإيجابي مع المواطن. وتضيف الشرطية الشابة أن عملها لا يخل من الطرائف، وتشير إلى أنها أمرت أحد السائقين بالوقوف، فلم يلتزم واستمر في السير لكنه عاد فجأة بعد فترة ليعتذر ويؤكد لها انه لم يكن يراها".
ولا تنكر العريف اسلام  فواز صعوبة عملها الذي يتطلب الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف والتعرض للبرد القارس في الشتاء، وتضيف أن إدارة السير المركزية تؤمن المعدات واللباس الضروري للتغلب على ظروف الطقس المتغيرة.
إلى ذلك تقول الإعلامية جمانة سليم في حوار مع دويتشه فيله إنها عندما قررت تسليط الضوء على عمل الشرطية من خلال كتابة ربورتاج ميداني طوال مدة ثلاثة أيام، لم تكن تتخيل مدى الصعوبة التي عانتها أثناء وقوفها لمدة زمنية تزيد عن خمس ساعات متواصلة دون الاستراحة أو الجلوس، الأمر الذي تسبب لها في آلام وتورم في قدميها إضافة إلى شعورها بالاختناق نتيجة استنشاقها عوادم السيارات والدراجات النارية.
112 شرطية مرور تعمل في الميدان
مدير العلاقات العامة في إدارة السير المركزية المقدم معن يوسف الخصاونةوأوضحت جمانة أنها فوجئت بردود فعل النساء التي كانت في معظمها حادة جدا، حتى أن بعض السيدات أهانها، وقال إنها  "تنبلة". وقالت سيدة أخرى بعد أن تسلمت منها مخالفة "الشعب الأردني لا يؤمن بوجودهن في الميدان، وبأنهن كشرطيات لا يحسن التعامل مع المواطنين، ومن الأفضل لهن أن يتزوجن ويجلسن في بيوتهن بدل التنكيد على المواطنين". ولاحظت سليم على عكس ما كان متوقعا أنها قوبلت بمعاملة مختلفة جدا من الرجال، إذ أن "معظمهم كان يتعامل مع الشرطية بكل أدب واحترام وخجل، وإن كان الأمر لا يخلو من بعض المعاكسات".
ويوجد في الأردن 112 شرطية مرور تعمل في الميدان، ويقول مدير العلاقات العامة في إدارة السير المركزية المقدم معن يوسف الخصاونة في حديث مع دويتشه فيله إن الشرطة النسائية في مجال السير بدأت بشكل متواصل من عام 2002  بعد محاولات متقطعة زمنيا قبلها. وشهد عام 2011 ، حسب المقدم الخصاونة توسيع عمل الشرطة النسائية في الأردن بإرسال شرطيات المرور إلى بعض محافظات  المملكة كجرش، لكثرة السياح فيها، والعقبة واربد، ومن المقرر في المستقبل أن يتم توسيع العمل  ليشمل محافظات المملكة كافة.
التدرج ساهم في نجاح تجربة شرطية المرور
ويشيد المقدم الخصاونة بسلوك الانضباط الذي تتميز به شرطية المرور، ويؤكد أن نسب الإشكاليات معها أقل من مثيلاتها لدى الرجل، كما أنها استطاعت أن تفرض وجودها من خلال تجاوز العديد من الصعوبات لتصبح نظرة المواطن الأردني عادية تجاهها. ولتشجيع الفتيات على الالتحاق بمهنة شرطية المرور تم إقامة دار للحضانة في إدارة السير المركزية لرعاية أطفالهن على مدار الساعة، ويقول الخصاونة إن هذا انعكس ايجابيا على المعنويات والوضع النفسي للشرطيات، كما شجع الفتيات في الأردن على الإقبال على هذه الوظيفة. أما الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية في حوار مع دويتشه فيله أن الجدية وقوة الشخصية واحترام الآخر كلها عوامل ساهمت في  تقبل المجتمع لعمل الفتيات في شرطة السير، إضافة إلى التدرج في تطبيق التجربة  في المدن الكبيرة مثل عمان والأحياء الراقية فيها ثم تم نقل التجربة إلى باقي مناطق المملكة .
محمد خير العناسوة – عمان

About the Author

Posted by الاردن اليوم on 11:23 ص. Filed under . You can follow any responses to this entry through the RSS 2.0. Feel free to leave a response

By الاردن اليوم on 11:23 ص. Filed under . Follow any responses to the RSS 2.0. Leave a response

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

sidebarads

banner

    Blog Archive