Published On:الجمعة، 6 يناير 2012

Posted by الاردن اليوم

"إحنا في الأقصى محتشمات وأهلنا أصلا ما بسمحولنا نخرج إلا بالحجاب". بهذه العبارة بدأت الطالبة ميساء حديثها مع دويتشه فيله، على مدخل جامعة الأقصى. وكان برفقتها ثلاث طالبات متحجبات، يلبسن جلابيب بألوان مختلفة. وعن رأيهن بفرض الزى المحتشم من إدارة الجامعة تبسمت زميلتها الأولى بتهكم "إحنا تفاجئنا بالقرار، الحشمة في لبسنا تربينا عليها، مش محتاجين حدن يعلمها لنا".

 وعن رأيهن باستخدام الأمن النسائي العنف ضد زميلات لهن، قالت الطالبة الثانية (م.ف): "إحنا مع الاحتشام، بس بالكلمة الطيبة، مش بالعنف والضرب". أما الطالبة الثالثة هدى فقالت:" حماس بدها إيانا نلبس مثل زي الجامعة الإسلامية تبعتهم". ويتساءل الطالب محمد الذي يدرس في ذات الجامعة عن سبب صدور مثل هذا القرار ويقول:"لا أرى سوى زميلات محجبات ومحتشمات،مش فاهم إيش يعني قرارهم؟ وليش الضرب؟".  

"ضرب مبرح خاصة للواتي يضعن ماكياج"

جامعة الأقصى في خان يونس أكدت بعض الطالبات أنهن تعرضن للاعتداء اللفظي من بعض نساء أمن الجامعة قبل استصدار القرار وبعده. وتقول الطالبة (ب.ا): "الأمن النسائي بعنفو بعض البنات لفظيا بشكل يومي من زمان". أما عن طبيعة الزى الذي  ترتديه الطالبات اللواتي يتعرضن للضرب فتضيف (ب.ا) "حجاب عادي ملون أو ضيق شويه". و أكدت عدة طالبات رفضن ذكر أسمائهن أن مجموعة كبيرة من الطالبات تعرضن للضرب المُبرح "خاصة اللي بتضع ماكياج". ويُعقب أبو عُدي، ولي أمر إحدى طالبات الجامعة:"إسلامنا يدعو بالموعظة الحسنة. أسلوب الضرب يعطي نتائج عكسية تسيء لبناتنا".

"تجاوز خطير لأنظمة الجامعة"

وقد نددت جبهة العمل الطلابي التقدمية في جامعات قطاع غزة بحوادث الاعتداء. ووصفتها "بالتجاوز الخطير لأنظمة الجامعة وقوانينها وحرمتها" واعتبرتها" انتهاكا للقانون الأساسي الفلسطيني وللحريات الفردية والجماعية المكفولة بنصوصه". وطالبت الجبهة بفتح ملف التدخل الأمني الخارجي لبعض الأجهزة الأمنية في المؤسسات التعليمية.

لكن إدارة الجامعة نفت الاتهامات بشأن الاعتداءات. وأشار نائب رئيس الجامعة د. خالد الحر ثاني: "أن إدارة الجامعة استصدرت القرار للحفاظ على المجتمع والطالبات بعد تزايد حالات عدم الاحتشام". نافيا أن يكون القرار "متشددا أو طالباني".

طالبات جامعة الأقصى يشتكين من الاعتداء عليهن وقد أكدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان حدوث الاعتداءات الجسدية واللفظية على طالبات جامعة الأقصى وقال مدير الهيئة جميل سرحان لـ دويتشه فيله " إن  ثلاث طالبات تقدمن لنا بشكاوى لتعرضهن للضرب من أمن جامعة الأقصى النسائي، وأن أخريات مُنعن من دخول الجامعة إلا بالجلباب". وعن قانونية القرار أشار سرحان إلى أن " الحريات الشخصية مصونة ومكفولة ولا يجوز للأشخاص فرض أي شيء للواقع الفلسطيني".  

آراء متباينة

وتتباين الآراء في قطاع غزة حول قرار جامعة الأقصى بفرض الزى المحتشم. المحاسب المالي محمود الشوا يعتبر القرار "بالمعتدل وفق الدعوة بالإرشادات الدينية بالحُسنى". ويعارضه (ب.س): "حماس بدها تطبق كل شيء على مزاجهم خارج القوانين، والقوانين ما بطبقوها إلا على غير عناصرهم، واسأل البلد كلها".

 بينما يعتبر الطالب عصمت: "أن الأمر مش حماس أو فتح، هذه مسألة دعوة لبناتنا وأخواتنا للإصلاح مش للفساد، بعدين كل واحد حُر بلبسه بالمعقول طبعا". لكن أم خالد ترفض الاعتداءات الجسدية واللفظية بشدة وتتساءل:"هي جامعة ولاّ مدرسة؟ ولاّ سجن؟ عشان يفرضوا زى؟ إحنا بنبعت بناتنا عالجامعات محتشمات؟".